فضل شاكر يسلم نفسه للجيش اللبناني.. في تطور مفاجئ يطوي صفحة من الجدل والغموض استمرت لأكثر من عقد، سلّم الفنان اللبناني فضل شاكر نفسه للسلطات اللبنانية. هذه الخطوة، التي انتظرها الرأي العام ومتابعو ملفه القضائي لسنوات طويلة، تمت يوم السبت الموافق 4 أكتوبر 2025، منهيةً فترة تواريه عن الأنظار داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا.
عملية التسليم جرت تحديداً عند حاجز “الحسبة”، وهو أحد المداخل الرئيسية للمخيم، حيث تسلّمته قوة تابعة لاستخبارات الجيش اللبناني. وتشير التقارير إلى أن عملية التسليم جاءت بالتنسيق عبر وسطاء، وأن فضل شاكر، واسمه الحقيقي فضل شمندور، قام بهذه الخطوة بمحض إرادته كـ “مقدمة لإنهاء ملفه القضائي” المفتوح منذ سنوات.
سنوات من الملاحقة القضائية والتواري
تعود جذور قضية فضل شاكر إلى عام 2013، عقب أحداث الاشتباكات الدامية في منطقة عبرا بمدينة صيدا بين جماعة الشيخ أحمد الأسير، التي كان فضل شاكر من أبرز مناصريها آنذاك، والجيش اللبناني. بعد هذه الأحداث، توارى شاكر عن الأنظار ولجأ إلى مخيم عين الحلوة، وهو المخيم الأكبر للاجئين في لبنان، والذي لا تدخله القوات الأمنية اللبنانية بموجب تفاهمات سابقة، ما جعله ملجأً آمناً للمطلوبين.
وخلال سنوات اختبائه، صدرت بحق الفنان اللبناني أحكام قضائية غيابية متعددة، أبرزها:
- حكمان غيابيان في عام 2020، صادران عن المحكمة العسكرية الدائمة، بتهم تتعلق بـ “التدخل في أعمال الإرهاب” و “تمويل ودعم مجموعات إسلامية متشددة” شاركت في قتال الجيش اللبناني. بلغ مجموع عقوبتي السجن في هاتين القضيتين 22 عاماً.
- حكم عسكري غيابي سابق في عام 2017 بالسجن 15 عاماً مع تجريده من حقوقه المدنية، بتهمة “الاشتراك في أعمال إرهابية”.
وبالرغم من صدور حكم براءته غيابياً في إحدى القضايا السابقة المتعلقة بالقتال المباشر، إلا أن الأحكام الأخرى والقضايا المتعلقة بـ دعم وتمويل الإرهاب بقيت قائمة، ما جعله مطلوباً للعدالة بشكل مستمر.
فضل شاكر يسلم نفسه للجيش اللبناني الدوافع وراء خطوة التسليم
جاء قرار فضل شاكر بتسليم نفسه بعد فترة من التكهنات وتزايد الضغوط عليه. ففي الفترة الأخيرة، عاد شاكر بقوة إلى الساحة الفنية، مُصدِراً عدة أغانٍ جديدة بعد تراجعه عن قرار اعتزاله، ومطالباً بالتعامل مع ملفه كـ “قضية إنسانية لا سياسية”.
لكن، وبالتزامن مع عودته الفنية، تحدثت تقارير عن تعرضه لـ تهديدات أمنية متزايدة من مجموعات متشددة داخل مخيم عين الحلوة، كان آخرها محاولة إحراق منزله، ما قد يكون قد سرّع من قراره بوضع نفسه تحت تصرف السلطات اللبنانية. وقد عبّر نجل الفنان، محمد شاكر، في تصريحات سابقة، عن ثقة العائلة بالقضاء اللبناني وأكد أن والده سيسلم نفسه عندما “يسمح الوقت والوضع بذلك”، إيماناً منه ببراءة والده من جميع التهم المنسوبة إليه.
ما بعد التسليم: المستقبل القانوني
بعد تسليم فضل شاكر نفسه، من المتوقع أن تبدأ السلطات القضائية اللبنانية إجراءات استجوابه ومحاكمته حضورياً، خصوصاً أن الأحكام الصادرة بحقه كانت غيابية. وتسليم المطلوب نفسه يتيح له حق إعادة المحاكمة وفق الأصول القانونية، والدفاع عن نفسه أمام المحكمة العسكرية الدائمة.
يشكل تسليم فضل شاكر نقطة تحول حاسمة في ملفه المثير للجدل، حيث سيتم إغلاق صفحة التواري وبدء مرحلة جديدة قد تشهد تبرئته من بعض التهم أو تأكيد إدانته في قضايا أخرى. يترقب الرأي العام ومحبوه نتائج الإجراءات القضائية، التي ستحسم مصير أحد أشهر المطربين العرب.