وقوف الحجاج على جبل عرفة هو الركن الأعظم للحج، ويكون في اليوم التاسع من ذي الحجة. ولا يشترط صعود الحاج إلى قمة الجبل، بل يجوز الوقوف في أي مكان داخل حدود عرفة.
متى يبدأ الوقوف بعرفة ومتى ينتهي؟
يبدأ وقت الوقوف بعرفة من فجر اليوم التاسع من ذي الحجة ويستمر حتى طلوع فجر يوم العيد (اليوم العاشر من ذي الحجة). وقد أوضح الشيخ علي فخر، مدير إدارة الحساب الشرعي بدار الإفتاء، أن الصحيح في وقت الوقوف هو بعد الزوال (أي بعد صلاة الظهر)، وأن من وقف بعرفة في أي لحظة خلال هذه المدة -ولو للحظة واحدة- فقد أدرك الوقوف.
هل يجوز الوقوف ليلًا فقط؟
- جمهور الفقهاء يرون أن من وقف بعد الزوال ولو لوقت قصير ثم انصرف قبل الغروب فإن حجه صحيح.
- بعض المذاهب (كالحنفية والحنابلة) تشترط الجمع بين الليل والنهار وتوجب دمًا على من وقف نهارًا فقط.
- بينما يرى الشافعية والظاهرية أن الجمع بين الليل والنهار مستحب وليس واجبًا، فلا يلزم دم.
أعمال يوم عرفة للحاج
- التقرب إلى الله بالذكر والدعاء: يستحب الإكثار من التسبيح، التهليل، التكبير، والاستغفار.
- الدعاء بخشوع: يوم عرفة يوم مغفرة ورحمة، لذا ينبغي للحاج أن يدعو بإخلاص ويستشعر عظمة الموقف.
- الابتهال والتضرع: كما فعل النبي ﷺ وهو يدعو في عرفة كالمسكين المستجير.
- تجنب المشغلات: يُكره الانشغال بالصيام أو المزاحمة أو الكلام غير المفيد.
أذكار وأدعية مستحبة:
- “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”.
- “سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر”.
شروط صحة الوقوف بعرفة
- النية: أن يكون الحاج قاصدًا الوقوف لله تعالى.
- الزمان: خلال الفترة المحددة شرعًا (من بعد زوال اليوم التاسع إلى فجر العيد).
- المكان: داخل حدود عرفة المعروفة، ولا يشترط الصعود إلى قمة الجبل.
- الطهارة: يُستحب أن يكون الحاج طاهرًا من الحدث الأكبر والأصغر.
وأكد الدكتور أحمد الرخ، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن الوقوف بعرفة هو أساس الحج لقوله ﷺ: “الحج عرفة”، لذا ينبغي للحاج أن يحرص على استغلال هذا اليوم بالعبادة والتوبة.