صيام يوم عرفة: فضائله وأحكامه في الشريعة الإسلامية، يُعتبر صوم يوم عرفة من العبادات العظيمة التي حثّت عليها الشريعة الإسلامية، لا سيما لغير الحاج، لما فيه من أجر عظيم وفضل كبير. وقد أكدت دار الإفتاء المصرية أن صيام هذا اليوم سنة مؤكدة، واستدلت بذلك على أحاديث نبوية تبيّن فضله، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده» (رواه مسلم).
حكم صيام يوم عرفة لغير الحاج
أجمع علماء المذاهب الأربعة على استحباب صيام يوم عرفة (التاسع من ذي الحجة) لغير الحاج، لورود النصوص الصحيحة التي تبين فضله، منها:
- تكفير ذنوب سنتين: السنة الماضية واللاحقة.
- أنه من أفضل الأيام عند الله، حيث يُعتق فيه كثيرون من النار، كما جاء في الحديث: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة» (رواه مسلم).
لذلك يُنصح بالاجتهاد في العبادات هذا اليوم، كالصيام والدعاء وقراءة القرآن.
حكم صيام يوم عرفة للحاج
ذهب جمهور الفقهاء (المالكية والشافعية والحنابلة) إلى كراهة صوم يوم عرفة للحاج أثناء وقوفه بعرفة، وذلك للأسباب التالية:
- السنة العملية: ثبت أن النبي ﷺ لم يصم يوم عرفة في حجته، كما في حديث أم الفضل بنت الحارث الذي أرسلت إليه لبنًا فشربه وهو واقف بعرفة (متفق عليه).
- الحكمة من الفطر: حتى لا يضعف الحاج عن الدعاء والعبادة أثناء الوقوف، وهي من أهم مناسك الحج.
استثناءات صيام الحاج
- الشافعية: يجوز للحاج الصيام إذا وصل عرفة ليلاً، أو كان الصيام لا يُضعفه عن الدعاء.
- الحنفية: لا يكره الصوم للحاج إذا لم يؤثر على نشاطه في العبادة.
فضائل يوم عرفة العامة
يتميز هذا اليوم بعدة فضائل، منها:
- تكفير الذنوب: كما في الحديث السابق.
- فضل الدعاء: يُستجاب فيه الدعاء، لقوله ﷺ: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة» (رواه الترمذي).
- العتق من النار: يُعتق الله فيه الكثير من عباده.
يُعدّ صيام يوم عرفة فرصةً عظيمةً لغفران الذنوب وزيادة الحسنات، خاصة لغير الحاج، بينما يُستحب للحاج الإفطار للتقوّي على العبادة. وعلى المسلم أن يغتنم هذا اليوم بالدعاء والذكر لتحصيل الأجر الكبير.
