أعلنت وزارة الداخلية، اليوم، تنفيذ حكم القتل تعزيراً في كل من مريم بنت محمد بن حمد المتعب، سعودية الجنسية، والوافد منصور قايد عبدالله، يمني الجنسية، في المنطقة الشرقية، بعد إدانتهم في واحدة من أغرب وأبشع القضايا اللي هزّت المجتمع السعودي وعُرفت إعلامياً بـ”قضية خاطفة الدمام”.
القصة بدأت من أكثر من عشرين سنة، لما اختفت ثلاث أطفال رُضّع من مستشفيات مختلفة بالمنطقة الشرقية، وما كان فيه أي دليل يربط بين الحوادث. لكن اللي ما كان أحد يتخيله، إن اللي وراء الخطف وحدة وحده من أهل البلد، استغلت مظهرها وثقة الناس فيها، وقدرت تخدع الأمهات وتخطف أطفالهم من غرف التنويم وكأنها من الطاقم الطبي.
مريم المتعب ما اكتفت بالخطف، بل نسبت الأطفال المخطوفين لغير آباءهم، وسجّلتهم بأسماء جديدة وكأنهم أبناءها، وعاشوا معاها سنين طويلة بدون لا يعرفون حقيقتهم. وخلال هالسنين، استخدمت مريم السحر والشعوذة وارتكبت تصرفات مخالفة للدين والنظام، وكانت تستعين بـ منصور قايد اللي كان متستر عليها ويشاركها في إخفاء الجريمة وتسهيل أمورها.
لكن بفضل الله ثم بجهود رجال الأمن، تم الكشف عن الحقيقة بعد فترة طويلة، لما بدأت تظهر أدلة غير متوقعة، منها تحاليل الحمض النووي اللي أثبتت إن الأطفال ما هم أبناء مريم، وبدأت تتكشف خيوط القضية. وتم القبض على الجانية وشريكها، واعترفوا بكل التفاصيل، وظهرت قصص مأساوية خلف كل طفل تم خطفه، وكل عائلة انحرمت من ولدها بدون ذنب.
المحكمة المختصة نظرت القضية بكل تفاصيلها، وثبت عندها إن الجانيين ارتكبوا جرائم تمس أمن المجتمع وتهدد الأسر وتهين حرمة الإنسان وحياته، واعتبرت إن فعلهم من صور الإفساد في الأرض. وبناءً على كذا، صدر الحكم بقتلهم تعزيراً، وتم تأييده من جميع الجهات القضائية، وصدر الأمر الملكي بتنفيذه، ونُفذ اليوم.
الناس في السعودية تابعوا الخبر بتأثر وغضب، خصوصاً إن القضية عاشت في ذاكرة المجتمع لفترة طويلة، وكانت رمز للحزن والمعاناة لكثير من العوائل اللي كانت تنتظر لحظة كشف الحقيقة.
وزارة الداخلية أكدت في بيانها إنها ما راح تتهاون مع أي أحد يهدد أمن الوطن أو يتعدى على أرواح الناس أو يخرب المجتمع بسلوكيات منحرفة، وإنه لا يمكن التستر على مثل هالجرائم، مهما طال الزمن.
وبكذا، تنطوي صفحة مأساوية من تاريخ الجريمة في المملكة، وتبقى “خاطفة الدمام” عبرة لكل من تسوّل له نفسه المساس بكرامة الإنسان وحقّه في الحياة والأمان.