أعلنت وزارة الداخلية اليوم الأربعاء 23/11/1446هـ، الموافق 21/5/2025م، تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بحق مريم بنت محمد المتعب، المعروفة إعلاميًا بـ”خاطفة الدمام”، ومعاونها منصور قايد عبدالله، في المنطقة الشرقية، بعد إدانتهما بخطف ثلاثة أطفال حديثي الولادة من مستشفيات القطيف والدمام بين عامي 1417 و1420هـ، إلى جانب تهم التزوير وممارسة السحر والشعوذة. القضية، التي بدأت عندما حاولت مريم استخراج أوراق ثبوتية لشابين زاعمة أنها عثرت عليهما، كشفت عن مأساة إنسانية عميقة لعائلات المخطوفين.
**عائلة موسى الخنيزي**: موسى، أحد الضحايا، عاش 25 عامًا بعيدًا عن أسرته في القطيف. والدته، التي لم تفقد الأمل يومًا، وصفت لقاءها به بعد اكتشاف الحقيقة بأنه “كأنني ولدته من جديد”. عانت الأسرة من ألم نفسي طويل، حيث كانت الأم تبحث عنه في كل وجه طفل تراه، وظل الأب يحتفظ بملابس موسى الرضيع كذكرى. موسى نفسه كشف عن صدمته عند معرفة الحقيقة، مشيرًا إلى أن مريم حاولت استعطافه حتى بعد إدانتها، مما زاد من معاناته النفسية.
**عائلة نايف القرادي**: نايف، المخطوف عام 1414هـ من مستشفى القطيف، عاد إلى أسرته بعد 27 عامًا. والده، محمد القرادي، تحدث عن سنوات البحث المضني بعد اختطاف ابنه بعمر يومين، حيث تنكرت مريم كممرضة وأخذته بحجة التطعيم. الأم عاشت انهيارًا نفسيًا، وكانت تبكي كلما تذكرت لحظة اختفائه. لقاء نايف بأسرته كان مؤثرًا، لكنه حمل جروحًا عميقة بسبب سنوات الحرمان.
**عائلة يوسف العماري**: يوسف، المخطوف عام 1417هـ، خُطف من جانب أمه أثناء نومها، تاركة مريم ورقة كتبت فيها: “اطمئني.. سوف نعيده بعد عشرة أيام”. عائلته عاشت في قلق دائم، حيث كانوا يتقصون أي خبر عنه دون جدوى. لقاء يوسف بأهله بعد عقدين كان مليئًا بالدموع، حيث عبرت أمه عن شعورها بأنها “استعادت قطعة من قلبها”.
المحكمة العليا أيدت الحكم بعد استئناف، معتبرة الجريمة اعتداءً على الأنفس وإفسادًا في الأرض. العائلات، رغم فرحتها بالعدالة، لا تزال تعاني من آثار نفسية عميقة، وطالبت ببرامج دعم للمخطوفين وذويهم لتجاوز هذه المأساة.