شنت ناشطات كويتيات هجوماً حاداً على الداعية المعروف عثمان الخميس، على خلفية تحريمه لنشر النساء لصورهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقد أفتى الداعية الخميس أثناء الحديث الأسبوعي في قناة المجلس “بعدم جواز نشر النساء لصورهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولو غطين شعورهن”. الفتوى أثارت غضب واستياء كثير من النساء، فعلقن مغردات على فتواه بنشر صورهن إلى جانب الفتوى في تحدٍّ لكلامه، وتأكيداً منهن أنّ “كشف وجه المرأة ليس حراماً”، وفق ما نقلت شبكة “سي إن إن”.
الداعية الخميس يفتي بعدم جواز نشر النساء لصورهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولو غطين شعورهن
وتساءلت مغردات عن التناقض بين ما أفتى به الخميس وجواز كشف المرأة لوجهها في الحرم. وأشارت مغردات إلى أنّهن يخرجن إلى أماكن العمل والمجمعات التجارية حيث يختلط النساء بالرجال دون حاجة لتغطية وجوههن. وقارنت كويتيات بين ما وصفنه بـ”التوجه السعودي المنفتح”، وبين “ما يحدث للنساء في الكويت”. ورأى بعض المغردين أنّ الخميس “تعدّى حدوده، وأثار النعرات الطائفية”. من جهة أخرى، أيّد آخرون الفتوى التي أصدرها الداعية الخميس، وبدا واضحاً ميلهم لتوجه فتاواه الدينية الأقرب إلى المدرسة السلفية.
نساء ينشرن صورهن إلى جانب فتوى الخميس في تحدٍّ لكلامه، وتأكيداً منهن أنّ كشف وجه المرأة ليس حراماً
بعض المؤيدين للخميس انتقدوا دور تطبيقات الدردشة ومواقع التواصل، وقالوا إنّه “حتى وقت قريب كانت النساء نادراً ما ينشرن صورهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي”. ورأى بعض المدافعين عن الخميس أنّ “رأيه صحيح، حتى إذا لم يعجب بعض الناس”، لأنّه “يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر”، على حدّ قولهم. ورأى بعض المؤيدين للخميس أنّه “شيخ عفوي، يجاوب بما يراه حسب علمه، دون أجندة أو نية معينة”، وأنّه “يتعرّض لحملة شرسة من النسويات والليبراليين”. لكنّ فريقاً ثالثاً دعا إلى تهدئة الجدال، وقال: إنّ “من يريد الاستماع إلى النصيحة فليفعل، ومن لا يريد، فهو حر”.
من جانبه، يؤكد أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، سعد الدين الهلالي، أن “حديث الدعاية الكويتي وغيره حول تلك المسألة يأتي من باب الاجتهاد الشخصي لكنه لا يمت للدين بصلة”. وفي تصريحات صحفية، يقول سعد الهلالي موجها حديثه لمن يطلق تلك الفتاوى “ذلك ليس رأي الدين، هذا رأيك الشخصي”. وباستثناء الأنبياء وما تم إنزاله في الكتب السماوية فالجميع يتحدث برأيه الشخصي وهو ما يطلق عليه “الفقه”، حسب حديث الهلالي.
ويشير الهلالي إلى أن “مثل تلك الفتاوى لا تدعهما أي آيات قرآنية ولا أحاديث نبوية”، متسائلا عن “الأسانيد التي يتم استخدامها لإطلاق تلك الفتاوى” التي وصفها بـ”الأهواء”.
من هو الشيخ عثمان الخميس؟
الشيخ عثمان محمد حمد الخميس التميمي هو عالم دين كويتي وفقيه وحديث وأكاديمي سني كويتي. يعود نسبه إلى عشيرة النواصر من ذرية المسوار بن عمر بن آباد بن الحسين. التميمي. يبلغ من العمر 59 عاما من مواليد 26 يونيو 1962 في الكويت.
درس مراحل تعليمه في الكويت. ؛ ثم انتقل لاستكمال دراسته الجامعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بالسعودية، وحصل على درجة الماجستير في الحديث النبوي الشريف، وكانت رسالة الماجستير في الأحاديث الواردة في أمر القبيلتين. “الحسن والحسين”، وحصل على الدكتوراه بامتياز، وكانت رسالته بعنوان التصحيح دراسة نقدية حديثة، وعرف بأسد السنة لدفاعه عن الصحابة، وجدل حول عقيدة الشيعة في الإسلام، والتحقيق في قضايا المهدي التي طال انتظارها، والتي نال شهرة واسعة فيها.
درس الخطيب في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، المملكة العربية السعودية، وحصل على درجة الماجستير في الحديث وكانت رسالته في الأحاديث الواردة في قبيلتي (الحسن والحسين)، وحصل أيضًا على درجة الماجستير. دكتوراه وأطروحته بعنوان “نقد” دراسة نقدية حديثة من جامعة الملك سعود.
بامتياز، ومن 1993 م إلى 2004 م عمل إمامًا في مسجد الحميدة، وقبل ذلك عمل مؤذنًا في نفس المسجد خلال الفترة 1989-1993 م، واشتهر اسمه بعد دفاعه عن أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والجدل حول المذهب الشيعي في الإسلام والنظر في التحقيق في القضايا المتعلقة بالمهدي المنتظر.
عُرف الشيخ عثمان الخميس بجدله ونقاشاته الدينية المتكررة مع الطائفة الشيعية في الإسلام، وكان له حضور بارز وقوي فيها. تمرد استشهاد عثمان وقضايا ولاية علي للخلافة وولاية المهدي المنتظر، حيث كان الممثل المنتظم في تلك المناظرات عن الجانب السني، وقاد مناظرة تلفزيونية بين السنة والشيعة 12، تناول موضوع الجدل الذي ظهر بعد وفاة الخليفة الثالث عثمان بن عفان – رضي الله عنه – بالإضافة إلى مشاركته في عدة مناظرات أخرى، وألف عدة كتب ردًّا على شبهات النقاشات.
