ألغت محكمة استئناف جدة مؤخرًا حكمًا بقتل مراهق بعد 15 عامًا من مقتل آخر، بعد أن تبين أن الحدث فعل ذلك من خلال قاعة المحكمة، مما ألغى حكم المحكمة الابتدائية، وكان قد وصف مقتل المراهق بأنه عقاب لقتله الجائر والعدواني.
استدراج المراهق
الحادثة التي دارت رحاها في أروقة المحاكم بدرجاتها الثلاثة، بدأت فصولها عندما قام شخص ما، بقصد الخداع، بجر المراهق إلى أحد المواقع السورة وبنوايا سيئة، ليبدأ المراهق في المقاومة وطلب الغوث. ولكنه لم يجد سبيلاً للفرار ، فهاجم المعتدي بعدة طعنات، ليتوفى متأثراً بجروحه، ثم أبلغ والده بالحادث وبقي في مكان الحادث حتى حضور الجهات المختصة.
إصدار الحكم
وبعد عدة جلسات في محكمة الجنايات بجدة، حكمت المحكمة المشتركة لصالح قتل المراهق انتقاماً، معلنة أن الواقعة متعمدة ومستندة في ذلك إلى مجموعة من الوقائع التي أسست عليها لمنطوق الحكم، ترفع القضية بعد ذلك وجوباً إلى محكمة الاستئناف.
وبعد التدقيق بالأمر والاستماع إلى الدعاوى القضائية والدفاعات وما هو موجود في قائمة الاحتجاج، أن ما فعله المراهق كان خارج باب الصيالة ليحمي نفسه، وبذلك وينتهك حكم المحكمة الابتدائية، منقضة بذلك حكم محكمة الدرجة الأولى، وآمرةً بإخلاء سبيل المراهق فيما يتعلق بالحق الخاص.
واستندت المحكمة في حكمها إلى مجموعة من القرائن القوية التي تقوي ما دفع به على ما جاء في لائحة المدعي العام، ومن ذلك تطابق أقواله مع جاء في وقائع القضية، إضافة إلى التقرير الطبي المتضمن وجود جروح في يده مع ظهور خدوش وسحجات في العنق مما يقوي ادعاء الحدث بأنه كان في حالة دفاع شرعي، فضلاً عن الهيئة التي كان عليها بعد وقوع الحادثة، ولما جاء في أقوال الشهود، فضلاً عن الحالة التي كان عليها المعتدي عند وفاته والتي أظهرها التقرير الكيميائي.
الدفاع عن النفس في القانون السعودي
نعلم أن اللوائح التشريعية القانونية المتبعة في المملكة العربية السعودية مأخوذة من الشريعة الإسلامية. والدفاع عن النفس أي حماية نفسك وأموالك أو عرضك من الهجوم أو اعتداء. وشرع الإسلام حكم الدفاع عن النفس سواءً على المال أو عن العرض في التالي.
الدفاع عن العرض. فالاعتداء على العرض لها حقان، حق الله وحق العبد. واتفق كثير من الفقهاء على وجوب الدفاع عن الشرف.
كذلك الدفاع عن المال. يحق للشخص في الشريعة الإسلامية أن يدافع عن ماله من السرقة أو ما إلى نحو ذلك. في حال كانت الوسيلة مناسبة مهما كانت قيمة المال.
ومن شروط فعل الدفاع.
لزوم فعل الدفاع. أي لا يكون هناك أي شيء آخر لدفع الاعتداء سوى الاعتداء عن النفس.
كذلك تناسب فعل الدفاع. مثلاً من يعتدي عليك بالعصا لا يمكن أن تعتدي عليه بالسلاح مثلاً. أي ما يدفع بالقليل لا يدفع الكثير.