زاد البحث في اليومين السابقين عن تحميل كتاب أخبار الزمان لإبراهيم بن سالوقيه، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقتطفات من كتاب أخبار الزمان وخصوصاً صفحة 365 لإبراهيم بن سالوقيه، والذي تنبأ فيه الكاتب بفيروس كورونا في شهر مارس وربط بين ظهور الوباء ونهاية العالم، حيث انتابت البشر حالة من الخوف والهلع بعد جائحة فيروس كورونا المستجد، والذي تسبب بانهيار الاقتصاد العالمي، وفرض حظر التجول في غالبية دول العالم، وعشرات الآلاف من المصابين، وملايين يخضعون للحجر الصحي والعزل بسبب الإصابة بفيروس كورونا، هذا جعل الناس يصدقون ويتناقلون ما ورد في مقطوفات كتاب أخبار الزمان صفحة 365 لإبراهيم بن سالوقيه.فما حقيقة هذا الكتاب، هذا ما سنتحدث عنه في المقالة التالية.
كتاب أخبار الزمان صفحة 365 لإبراهيم بن سالوقيه
نُسب إلى الكاتب إبراهيم بن سالوقيه مقولة تزعم أن نهاية العالم في 2020، وتحديداً في شهر مارس الجاري، كما أنه تنبأ أيضاً بتفشي فيروس كورونا ووفاة ثلث سكان الكرة الأرضية بسبب هذا الفيروس، والذي يقول فيه: ” حتى إذا تساوى الرقمان (20=20)…وتفشى مرض الزمان.. فسره من صدقوا بنبؤة بن سالوقيه أن مرض الزمان هو فيروس كورونا الذي يهدد البشرية… منع الحجيج.. ربط الناس في تفسيرهم أن منع الحجيج في 2020 كان بسبب تفشي مرض الزمان كورونا.. واختفى الضجيج.. وهنا صدق الناس أكثر هذه الأكاذيب المنسوبة لشخصية إبراهيم بن سالوقيه نظرا لحالة الحجر الصحي العالمي وحظر التجوال… واجتاح الجراد.. بالفعل تصادف موسم الجراد مع تفشي فيروس كورونا وبالتالي أصبحت النبؤة المدسوسة تميل للواقع أكثر فأكثر… وتعب العباد وكسدت الاسواق.. وهذا ما نعيشه بالفعل…ومات ملك الروم من مرضه الزؤوم… وخاف الأخ من اخيه.. استعل المدلس الذي أشاع هذه الأكذوبة دعوات عدم المخالطة لحصار تفشي فيروس كورونا…. وصرتم كما اليهود في التيه… وارتفعت الاثمان.. الأمر الطبيعي أن ترتفع الأثمان في ظل هذا الظرف الصحي العالمي والكساد الاقتصادي المصاحب لفيروس كورونا… فارتقبوا شهر مارس.. زلزال يهد الاساس.. يموت ثلث الناس.. ويشيب الطفل منه الراس”.
10 معلومات تكشف سر تنبؤ كتاب أخبار الزمان بنهاية العالم
1-لا يوجد رجلٌ أو كاتب في التّاريخ يحمل اسم إبراهيم بن سالوقيه، فلم يذكر إبراهيم بن سالوقيه في أيّ كتابٍ أو موقع أو موضع غير هذا الموضع، ولم يُعثر له على كتب أو تاريخ وفاة أو غيرها.
2-كتاب أخبار الزّمان ليس لكاتبٍ اسمه إبراهيم بل هو للكاتب “أبي الحسن عليّ بن الحسين بن علي المسعودي”.
3-عليّ بن الحسين المسعودي من علماء العرب في زمانه، لقبه قطب الدّين، ولد سنة 283هـ والمتوفّى سنة 346 هـ “896-957م”، وهو من ذرّية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، ولد في بغداد ومات في فسطاط في مصر.
4-عليّ بن الحسين المسعودي كان مُهتمًا اهتمامًا كبيرًا بالتّاريخ والفلك والجغرافيا.
5-كتاب أخبار الزّمان، يُسمى أخبار الزّمان ومن أباده الحدثان وعجائب البلدان والغامر بالماء والعمران.
6-هو كتاب تاريخيّ فيه تاريخ الزّمان من أوّله “ابتداءً بقصّة سيدنا آدم”، يحوي العديد من القصص الغريبة، يميل بعضها ليكون قصصًا خرافيّة وبعضها إلى الحقيقة، وليس فيه تنبّؤاتٍ بالمستقبل.
الأشهر الميلادية والتنبؤ في العصر القديم
7-استخدام الأشهر الميلاديّة في ذلك الزّمن كان قليلًا، حيث كانوا يستخدمونها بأسمائها العربيّة “آذار”، أمّا الاستخدام الرّسميّ فكان للأشهر الهجريّة “محرم، صفر….”.
8-الأسماء الّتي تنتهي في اللّغة العربيّة بمقطع “ويه”، هي أسماء فارسيّة في أصلها، مثل سيبويه ونفطويه، حيث أن
المعنى الرّاجح لمقطع “ويه” في الأسماء الفارسيّة هو “ذو” بمعنى صاحب، أيّ إنّ إضافة “ويه” لكلمة “سيبي” تجعلها “سيبويه” بمعنى رائحة التّفاح، وهذه قاعدة معروفة في الأسماء الفارسيّة المنظومة بهذا الشّكل.
9-لا يصحّ أصلًا تسمية “سالوقيه”، في اللغة إذ يجب أن تكون سالقويه حتّى تكون صحيحة التّركيب، فضلًا عن أنّه لا يوجد أصلًا معنى لكلمة سالوق في الفارسيّة.
10-لا يجوز التّنبّؤ عند المسلمين، ونشر التّنبّؤات والتّنجيمات لا يجوز أيضًا، فلا يجوز نشر هذه الخرافة إلّا للتّنويه بأنّها خطأ، وأي أخبار تتنبأ بنهاية العالم فهي ليست إلا شائعات تحت مسمى ترهيب وذعر العالم.
أشكر كاتب هذا المقال التوضيحي لكشفه زيف هذا الكتاب ونبوءته المزعومة.. لو كان حقيقيا لكنا سمعنا عنه قبل تاريخ 16 مارس هذه السنة.