ديدييه يريد أن يكون كأي ولد في العالم ، عمره صغير ولكنه يمر بظروف نادرة تهدد حياته ، لدى ديدييه البالغ من العمر ست سنوات ورم أو وحمة على ظهره ، وهي تستمر بالنمو ، في قريته الكولومبية يلقبونه بالصبي السلحفاة .
إن حالته صدمت حتى الخبراء ، فثلاثة أرباع جسده تأثر بهذا المرض ، ويتوقف مستقبله الآن على ما إذا كان باستطاعة الأطباء أن يفعلوا أي شيء لمعالجته .
يقيم ديدييه مع عائلته الفقيرة في منطقة شمالي كولومبيا ، بعيداً عن أي مدينة ، تجارة المخدرات والخطف أمران شائعان في المنطقة التي يسكنها ، أختاه وأخوه وجده وأمه الأرملة نادراً ما يقابلون الغرباء ، غادر والده بعد وقت قصير من ولادته ، حيث لم يرغب أبداً في رؤيته ولم يتعرف عليه قط .
في كل سنة يكبر فيها ديدييه فإن هذا الورم يكبر أيضاً ، قيل للعائلة أن عليها التعايش مع ورم ديدييه ، ولكن لم يمضي وقت طويل حتى اتضح أنه يهدد بابتعاد جيرانهم عنهم ، وحسب معتقدات أهل منطقتها أن سبب هذا الورم هو رؤية والدته للكسوف عندما كانت حاملاً .
لماذا تعتقد والدة ديدييه أنها السبب في هذا الورم ؟
في الثامن من نيسان ابريل عام 2005 م حدث كسوف للشمس في كولومبيا ، لا تزال أحداث ذلك اليوم تطارد والدة ديدييه ، وتلوم نفسها أغلب الأوقات وتشعر بالذنب لأنها تعتقد أنها السبب في مرض ديدييه ، على الرغم من أن الأطباء قد أكدوا لها أن حملها لم يتأثر بالكسوف .
أصبح ورم ديدييه كبيراً جداً لدرجة أنه كل يوم في صراع فعلي مع المرض ، مع ارتفاع الحرارة في النهار لأكثر من 38 درجة يصبح ورم ديدييه مزعجاً جداً ، إلا غذا بقي في مكان بارد .
لا تملك العائلة مياه جارية في المنزل ، لذا عليهم الذهاب في رحلة مرهقة عن الماء في أقرب بركة نظيفة ، لا يستطيع ديدييه أن يبتعد عن منزله وأن يعيش طفولة طبيعية ، وشكل هذا الورم السبب وراء انعزاله الدائم عن محيطه ، بالإضافة إلى الألم الجسدي الذي يعاني منه .
تدعو والدة ديدييه لحصول معجزة ، وأن يساعده أحد ما في مكان ما ، عندما كان صغيرا اصطحبته للأطباء لتشخيصه ، لكن لم يمر على أحد منهم من قبل مثل هذا الورم ، كان ديدييه يبلغ من العمر سنتين عندما شخصه الخبراء طبياً قائلين أن حالته نادرة ، وحمة خلقية ميلانية الخلايا ، تسبب ظهور أورام كبيرة وكثيرة منذ الولادة ، ولكن ظهور وحمة ميلانية الخلايا كبيرة بحجم ورم ديدييه أمر نادر بشكل لا يصدق .
وقد أجريت عملية صعبة لديدييه أزيل فيها الورم ، وقد تكللت العملية بالنجاح ، ليعود سعيدا ًويمارس حياته كباقي الاطفال ، ويمارس حقه في الذهاب إلى المدرسة .