عالم يتألف من طقوس غريبة وتقاليد لا نعرف عنها إلا القليل ، فيها الأرواح هي جزء من الحياة اليومية وهي ترافق الناس في حياتهم كلها .
تقع كانشانابوري القريبة من الحدود البورمية عند التقاء نهرين ، حيث تم بناء الجسر الشهير على نهر كواي عام 1942 م ، في صباح كل يوم يدخل فيه القمر واحدة من مراحله الأربعة يحتفل السكان بهذه الطقوس حيث يجهز السكان القرابين ليوم بوذا .
عند الصباح يتنقل الرهبان من بيت لبيت ليجمعوا الصدقات من المؤمنين ، يتقدمهم الراهب الجليل ، يتنقلون وهم يرتدون ثيابهم البرتقالية أو الزعفرانية ، ويحملون أوعيتهم ليتوسلوا الصدقات الذي سيتقاسمونه مع الفقراء ، يتيح التفاعل اليومي بين الناس والرهبان فرصة للصلاة والتأمل حيث يمكنك سماح الصلاة في كل مكان .
يؤمن البوذيين بتناسخ الأرواح ، وأن أفعالهم سواء كانت جيدة أم سيئة لها تأثير على حياتهم المستقبلية ، الماء النقي مقدس ، إنه يرمز إلى الحياة والبعث اللامتناهي ، وهو يكمن في قلب احتفالاتهم .
خلف شجرة بوذا يقع بيت صغير مبني على ركائز متينة يعتبر مزار للأرواح الحامية للمعبد ، بجانب منزل كل أسرة نجد منزلين مثل هذا البيت ،يخصص الأول للأرواح الحامية للمكان ، في حين يخصص الثاني لأرواح أجداد الأسرة ، كل يوم يقدمون القربان لهذه الأرواح ليحظوا بالبركة .ا
الموت في ثقافة البوذيين
الموت في ثقافتهم لا يعتبر انقطاعاً ،والمتوفي يواصل مشاركته في حياة أولئك الذين تركهم خلفه ، في بورما وشمال تايلند تتطلب الجنائز العديد من الطقوس ، وهذا يستمر عدة أيام ، حيث يتم تجهيز محرقة لحرق جثة المتوفي ، ويرتدي أقارب المتوفي والذين يحبونه اللون الأبيض ، فهو لون الحداد ، ويقومون بصنع شخصيتين من الورق المقوى ، هاتان الشخصيتان يمثلان الخادمين اللذين سيرافقن هذا المتوفي لمساعدته طوال طريقه فيما بعد ، وسيتم حرقهما مع القرابين وأغراض المتوفي الشخصية .
ويرمز للإتصال بدائرة يشكلها أفراد الأسرة ، يحمل الرهبان والمحبين الجثة إلى المحرقة ، كل يربط خيط القطن الي ربط بالنعش ، هذا يعيد تأكيد العلاقة بين الأحياء والأموات ، والفكرة هي مرافقة المتوفى من خلال مراحل تحوله المختلفة ، ومساعدته على الانضمام إلى مجتمع الأجداد على أفضل وجه ممكن .
يسير الموكب حول المحرقة ثلاث مرات قبل وضع التابوت عليها ، روح المتوفى في معتقداتهم حاضرة في هذا التجمع ، ويعتقد أنها تبقى على مقربة من التابوت حتى يتم حرق البقايا تماماً ، يطهر قربان من ماء جوز الهند طريق المتوفى .
حين ينتهي الحرق تسترجع عظام المتوفى بحذر ، واتباعاً لإرشادات الكاهن المبجل تغسل العظام ، وتطهر بالماء المقدس ، بعد ذلك يتم تشكيل رمز للك المتوفى باستخدام رماده ، توضع قطع العظام المسترجعة من المحرقة بدقة على الرمز ، لتخبر الروح بانفصالها عن الجسد ، وتحثها على مغادرة عالم الأحياء .
كيف يحمون أنفسهم من الأرواح الشريرة ؟
في قبيلة كايا في بورما تلف ألياف النبات حول العضلات لتحمي الناس من الأرواح الشريرة التي يعتقد أنها تتحرك حول الأرض ، وفي المناطق المجاورة تكون النساء المولودات فترة اكتمال القمر هن المسئولات عن حماية أرواح الناس في المجتمع ، إنهن يفعلن ذلك عن طريق قطعة لولبية من النحاس تلف حول رقابهن بواسطة وصلات ، وتعتبر مستقر للروح .
بالنسبة لشعب الأكها الأبواب الخشبية والتماثيل الغير محتشمة تمنع الأرواح المؤذية من دخول القرية ، وتسمح للأرواح الخيرة فقط للدخول ، ولدعوة الأرواح الخيرة يضرب القرويون الأرض بأعواد الخيزران بشكل ايقاعي