منوعات

القبعة العجيبة لا تبدأ ما لا تستطيع إكماله … قصة وحكمة

الإعلانات

في قديم الزمان ، كان هناك رجل فهيم بكل أمور العلم ، وكانت لهذا الرجل العظيم  طاقية طويلة ، جميلة ، وعجيبة ، ما أن يضعها على رأسه ، حتى يتحقق له كل ما يمر بخاطره وهكذا ، إن تخيل الرجل العالم العظيم فراشة ، ظهرت أمامه فراشة ، لكنه وحده كان يعرف الكلمات السرية التي إن نطق بها تختفي الفراشة وتعود من حيث أتت .

لم يكن العالم العظيم يعيش وحده ، فقد كان له مساعد اسمه راجي ، وكان راجي يقوم بكافة الأعمال المنزلية، كان راجي يمسح الأرض ، ويقطع الأخشاب ، ويجلب الماء من البئر ، وكان راجي على علم بقدرة القبعة العجيبة ، ” يا ليت هذه القبعة لي ” قال راجي لنفسه ” سوف لن أحتاج إلى عمل شيء بعدها ، سوف يمكنني التفكير بالأشياء فتحصل من تلقاء نفسها ، بفضل هذه القبعة العجيبة ” .

في أحد الأيام ، ذهب العالم العظيم بمفرده إلى المدينة ، تاركاً قبعته العجيبة على الطولة ، انتهز راجي فرصة غياب سيده ، وقال محدثاً نفسه ” وأخيراً سوف اصبح عالماً عظيماً ” ، وأخذ راجي القبعة العجيبة ولبسها على رأسه ، مقشة راجي كانت مركونة بجانب الحائط ، ” سوف أطبق علمي على هذه المقشة ” قال راجي مشيراً إليها بإصبعه ، وراح يفكر بما يريد من المقشة أن تعمل بالنيابة عنه .

بدأت المقشة بالتحرك ، وسرعان ما نبتت لها رجلان ، ثم نبتت لها يد يمنى ، ثم يد يسرى ، ” يا مقشة ” أمر راجي ” إحملي الدلو ” حملت المقشة الدلو تماماً كما أراد راجي ، ” اصعدي الدرج ” قال راجي وصعدت المقشة الدرج ، ” إملئي الدلو بالماء ” تابع راجي ، ملأت المقشة الدلو بالماء ، ” ارجعي بها إلى هنا ” قال راجي ، فعادت المقشة بالدلو ، ” اسكبي الماء على الأرض ” أمرها راجي ، فصبت المقشة الماء .

رقص راجي حول الغرفة من شدة الفرح ، ” إن العلم سهل ” قال بصوت عالي ” لم أعد مجبراً على العمل بعد اليوم ” ، ثم جلس على كرسي العالم العظيم وقال للمقشة : ” اشتغلي يا مقشة ، اشتغلي ” ، وبينما كانت المقشة تعبأ الدلو وتسكب الماء ، دخل راجي في نوم عميق ، وأخذ يحلم أنه أعظم عالم في الكون .

فجأة ، استفاق راجي على إحساس بالبرودة والرطوبة ، لقد كانت دفقة ماء ، دفقة أخرى أوقعت راجي من على كرسيه ، مياه ، مياه ، مياه في كل مكان ، المقشة أغرقت الغرفة ، ” توقفي ” صرخ راجي بالمقشة ، ” أقول لكي توقفي يا مقشة توقفي ” ، لكن المقشة لم تكترث له ، راجي لم يكن يعرف الكلمات السرية لإيقافها ، أشار راجي بإصبعه نحو المقشة مهدداً ، لكنها أكملت ، رفع ذراعيه متوعداً ، لكنها دفعته بعيداً عنها ، أمسك الدلو بشدة ، فأمسكت المقشة بالدلو بشدة أكبر .

 هل من وسيلة لإيقاف المقشة في قصة القبعة العجيبة ؟

أحضر راجي فأساً ، وجز المقشة إلى قطع صغيرة ، ” هذه نهايتك أيتها المقشة ” قال راجي متنفساً الصعداء ، لكنها لم تكن النهاية ، فالأوصال الخشبية بدأت تتحرك ، وما لبثت كل قطعة أن تحولت إلى مقشة جديدة ، بأرجلها وأيديها ودلائها ، وصعدت المقشات الدرج ولم تتوقف .

عادت المقشات بكميات متزايدة من المياه ، استند راجي إلى الباب ليبقيها خارج الغرفة ، لكن المقشات دفعته وفتحت الباب ، فتح راجي ذراعيه ليمنعها من الدخول ، فعبرت المقشات من فوقه ، ” أنا عالم عظيم ” صرخ راجي بالمقشات ، ” يجب أن تستمعي إلي ” ، لكن المقشات تابعت ذهاباً وإياباً غير عابئة به .أمسك راجي بكتاب العالم العظيم الذي طفا على سطح الماء ، صفحة تلو صفحة تلو صفحة … عبثاً حاول ميكي إيجاد الكلمات التي توقف المقشات .

بدأت المياه تدور ولم يعد بوسع راجي القراءة ، تمسك بالكتاب في حين أخذت المياه تدور به وتدور ، وتدور ، وتدور ، وتسارعت المياه أكثر فأكثر ، ودخل راجي في دوامة ، ولم يعد باستطاعته عمل أي شيء ، فجأة ظهر خيال قاتم على الحائط ، لقد عاد العالم العظيم إلى المنزل ، وعرف في الحال ماذا فعل راجي، رفع العالم يديه وهمهم بكلمات من كتابه ،فاختفت المقشات والمياه على الفور ، إلا مقشة راجل العتيقة فقد بقيت هناك بجانب الحائط .

نهاية قصة القبعة العجيبة

كان العالم العظيم متجهم الوجه ، ينظر إلى راجي بحنق شديد ، وبحركة خاطفة من يده ، انتزع القبعة العجيبة من على رأسه ، ” لقد كانت تجربة علمية صغيرة ” قال راجي محاولاً الابتسام ، لكن العالم العظيم لم يبتسم ، نظر العالم العظيم إلى مساعده الصغير من عل ، وقال له بصرامة : ” لا تبدأ ما لا تستطيع إكماله ” ، حمل راجي الدلو معناً ، وعاد إلى عمله المعهود وهو يتساءل ما إذا سيصبح عالماً عظيماً في يوم من الأيام .

الإعلانات|matched-content
السابق
بعض ردود الفعل عربياً وعالمياً على مقتل الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح
التالي
320 شخصاً عدد الموقوفين بتهم فساد في السعودية

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.